كيف سما الإسلام بالنفوس
فى فترة من أحلك الفترات على الدعوة الإسلامية , كانت الابتلاءات تتوالى على رسولنا الكريم " ص"
لم يسلم النبى وهو من هو عند الله تبارك وتعالى من سفاهات السفهاء وتدابير الجهلاء الذى ظنوا أنهم قادرون على أن يطفئوا نور الله بأفواههم واتهاماتهم لرسول الله .
وما كان الله ليذر رسوله الكريم بلا سند ولا معين
فقال الله له : " وإنك لعلى خلق عظيم " . .
فى سورة القلم حيث يتهم السفهاء خير الورى , وصفوة الخلق بالجنون
يرد الله كيدهم ويدافع عن نبيه ومصطفاه فيدفع عنه تهمة الجنون ويبشره بأجر غير ممنون
ثم ينقلب الدفاع والبشرى إلى تكريم وأى تكريم
يحدثنا عنه شهيد القرآن سيد قطب فى ظلاله فيقول :
ثم تجىء الشهادة الكبرى والتكريم العظيم
" وإنك لعلى خلق عظيم " . .
وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء العلوى الفريد على النبى الكريم , ويثبت هذا الثناء العلوى فى صميم الوجود .
ويعجز كل قلم ويعجز كل تصور عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود , وهى شهادة من الله , فى ميزان الله , لعبد الله , يقول له فيها : " وإنك لعلى خلق عظيم ". ومدلول الخلق العظيم هو ما هو عند الله مما لا يبلغ إدراك مداه أحد من العالمين.
ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد " صلى الله عليه وسلم " تبرز من نواح شتى :
تبرز من كونها كلمة من الله الكبير المتعال , يسجلها ضمير الكون , وتثبت فى كيانه , وتتردد فى الملأ الأعلى إلى ما شاء الله .
وتبرز من جانب آخر , من جانب إطاقة محمد لتلقيها . وهو يعلم من ربه هذا ؟ قائل هذه الكلمة ,ما هو؟ ما عظمته ؟ ما دلالة كلماته ؟ما مداها ؟ ما صداها؟ ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة , التى يدرك هو منها مالا يدركه أحد من العالمين .
يتبع إن شاء الله